مدونة .. لنشر رومانسيات أميرة بهي الدين


8 سبتمبر 2013

نهار لايعجبني ...




ببطء يتسلل الوعي ثقيلا لروحي ومقلتاي اسيرة الخدر يطرد بقايا كوابيس الليل وبعض احلامه المتوارية ، يتسلل الوعي ويداهم روحي وكأني لم افق وكأني احارب اليقظه لتأتي والنوم ليبعد والنهار ليبدء ، لكن النهار يأتي ثقيلا ثقيلا ، ملامحه غائمه كشمسه وضياءه الداكن ، تتبعثر الامنيات مع النهار الذي لم يمنحني ابتسامته ، تتبعثر وكأنها بعيده لن تتحقق ، احارب النهار بثقله وثقل ظله ، عله يمنحني وجها اجمل يشحذ في روحي اليقين ، لكن روحي مبعثرة كامنيات النهار الغائم ، روحي مبعثرة بين امل تتشبث به ومابين اوهام بددتها الايام ومابين احلام تتوق لعيشها ، لكنه النهار اللعين لايمنحني وجهه الجميل ، النهار يقتحمني رافعا رايات الوحشة تطغي علي كل ماعداها من تفاصيل صغيره ، اللعنه علي التفاصيل الصغيرة ، تاتي باوجاعها بقسوتها ، وكأن الذاكره سياطا تلهب الروح الموجوعه اكثر واكثر ، واعتدل وارفع قامتها علني اجد في السماء ما يقويني ، لكن السماء تعطيني ظهرها وتتركني اتعثر كمثل الامنيات الزائفه ، تتركني اتعثر في خطواتي وظلي ، وكأن البحر الذي اتسع لكل الاحباء والشعراء والمجانين والواهمين اوصد امواجه واحلامه في وجههي ، وكأن السماء التي حملت كل الامنيات والاحلام والرغبات لبراحها اسقطتني من رحمتها ، وكأن الاشجار ابت تظللني بحنانها ، وكأن اسراب الطيور المحلقه صوب قرص الشمس لم تنتظر اجنحتني تنبت وتأخذني معها ، اتعثر في التفاصيل الموجعه ، اتعثر فيها وتتعثر بظلي ونتكأ علي بعضنا ونتساند في درب اطفئت الرياح العكره قناديله وشموسه ومصابيحه وتركت لنا الظلمه رفيق اوحد يلتهم اماننا وطمأنينتنا ، يلتهم ايام العمر التي لم تشرق شموسها ، يلتهم الصبر وبقايا القوة والامل ... 
تتبعثر الامنيات مع النهار الذي لم يمنحني ابتسامته ، واعطي بقسوه وبرود ابتسامتي ظهره وكأنها لاتعنيه ولايكترث بها ، كاد النهار يرحل وكأنه لم يأتي ، وكأن ليلين طويلين تشابكها بلا شمس وبلا نهار ، تتردد في اذني صدي كل الاغنيات الحزينه التي اعرفها ، تنساب كلماتها ومعانيها دموعا مسنونه تمزق السكينه التي اختبيء فيها ، تمنحني الوجه الحزين الذي طالما فررت منه ، احسه لايليق بي ولا اقبله ، الوجه الحزين الذي رسمت كل التفاصيل الملقاة في جب الذكريات ملامحه المتوجعه ، لااحب هذا الوجه ولااجده يليق بي ، انفض الذكريات الموجعه والنغمات الحزينه والمعاني الحائرة التائه اسئله تنتظر اجابات لم تأتي ، انفض كل هذا وافر بعيدا ، هذا اليوم لايعجبني ، ملامحه تفاصيله لاتعجبني ، افر بعيدا عنه ، ساعيش في غد لم يأتي اكثر رقه ورحمه ورأفه من اليوم الذي شحذ سكاكينه ليفسد وقتي ، هذا اليوم الذي لم احبه لايحتسب من عمري ، العمر ، اللغز السؤال الغريب الحائر ، العمر ، ايام متلاحقه وكأنها بلا نهايه تحمله بقسوه من عالم بريء لعالم موجع ، ايام متلاحقه تجاهد ترسم ملامحها لكنها ترسمك وملامحك ، ايام متلاحقه تجري بسرعه تحفر بخطواتها المتسارعه اخاديد علي وجه وندوب علي روحك وكأنها لاتقصد وانت ايضا لاتقصد ... 
سأفر من هذا النهار ، لايعجبني ، ساعيش في غد اجمل ، ساحلم ارسمه حنون مبتسم هاديء ، بلاصراعات تأكل من العمر سنوات ضائعه مبدده ، ساعيش في غد اجمل ، سألون جدرانه بالوان حانيه واعلق عليه لوحات عشق وغرام وبعض ابيات الشعر الحانية وتنساب فيه الموسيقي الرقيقه ، سانسج غد اجمل ، وانتظرك !!! 
ربما ابدا لم تأتي مثلما لم تأتي !!! 
ربما ....
لكني ساستمتع وحدي بغدي الاجمل وبانتظار تحقق حلم طال انتظاره !!! 
هذا النهار سأفر منه  لايعجبني وسأسكن في غد اصنعه يعجبني و............. انتظرك !!! 

هناك تعليق واحد:

  1. اماذا يتعين علينا دوما الانتظار ؟؟؟ الا نستطيع الحياة بدون ايهم ؟
    فلطالما انتظرته وتشبثبت به وبانتظاره ولكنه لم يأبه ولم يكترث ولم يعنيه امرى فى شئ ...وقد سئمت وانهكتنى الانتظارات ...تمزقت روحى وتبدد عمرى ...اشعر الان انه ضاع هباء سعيا خلف السراب الذى اتعطش له ... ساصنع غدا يليق بى واعيش ماتيقى من العمر فى هدوء وامان الى جانب احلامى الصغيرة مااكثر الاحلام المفرحة وماابسط سعادتى ..فى الصلاة..فى استقبال الشروق وركوب الدراجه والجرى فى الصحرا ...ارسال الاحلام للسماء ...تطيير البالونات والطائرات الورقية ...فى الكتابة ..القراءة ...النظر للنجوم...او مع فنجان من القهوة بدفء امومى بالغ التحنان..

    ردحذف