مدونة .. لنشر رومانسيات أميرة بهي الدين


30 أغسطس 2012

وبس !!!ا


عندما ترتبك المعاني
وتتوه الكلمات 
وتفقد العبارات دلالاتها 
وتنتهي الجملة قبلما تبدأ 
وتتلعثم الافعال وحروف الجر  
ويتوه الايقاع مضطربا 
بين بدايه الاسطر ونهايتها 
تتسارع دقات القلب
يجف الحلق
تتيبس الاحبال الصوتية 
تنقبض الروح 
اشعر حنينا يجتاحني 
تميد الارض تحت رزانتي 
واتوه بعيدا ..
وقتها ... ابتسم مطمئنة 
اهمس لك 
وصلتني رسالتك ياقلبي
تهمس .....
واهمس ..... 
وبس ............. !!!

الف وردة حمراء




سأرسل لك كل يوم 
ألف وردة حمراء

ابعثرها 
علي عتبة بابك الخشبي القديم
ووسط شراعته 
بين رنات جرس الباب
وصرير مفاصله 
فوق حافه نافذنك البحرية الواسعه 
ووسط عش اليمام فوق الشجرة الكبيرة 
التي تلقيها تحيه الصباح
في طريقك لعملك كل يوم 
بجوار سور شرفتك الحديدي 
ووسط قطرات الندي
التي صدأت بدنه 
بين ضلفتي الشيش الخشبي الثقيل 
وتحت اطراف الستارة الحريرية 
وفوق منضده الصالون
بجوار التماثيل المرمر الصغيرة 
وعلي ذراع مقعد كرسي الصالون
الحريري 
ووسط البلورات الكريستال
بالثريا الانيقة وسط الحجرة 
وعلي طرف المقعد الاثير لديك
في مواجهه الشباك 

أبعثرها 
فوق مخدتك 
وبين البطانيه واللحاف 
علي ملاءة السرير
المشغول اطرافها بأنامل امك
علي ناحية الفراش البعيد الخاوي 
الذي لاتنام عليه 
علي مرأة الدولاب 
التي لاتنظر فيها 
وعلي الشماعه الخشبيه الكبيرة
التي ورثتها عن جدك 
وبين شقوق الاخشاب العتيقة
التي تزركش ارض حجرتك بخطوات السنين 
وخلف الاطارات التي تزين
الجدران الشاحبة 
وبين الزجاج الكبير
والمنضدة العتيقه التي تحب تكتب عليها 
وفي زوايا السقف العالي البعيد 
وتحت وفوق شفرات المروحة
ووسط زن ضجيجها في اذنك
وانت مستلقي علي ظهرك قبل الفجر
تحدق في حركتها الدائمة 
وتتمني تنام 

أبعثرها 
في الكوب الخزفي القديم 
بجوار فرشاه اسنانك
وسط شفرات ماكينه حلاقتك
علي رف الحمام
وفوق المرأة المشروخة الصغيرة 
بين شعيرات ذقنك التي تزيلها 
وسط خصلات راسك التي تحلقها 
بين فقاعات الصابون تحمم بها بدنك
تحت قطرات الماء 
التي تنزلق من اصابع قدميك علي البلاط البارد
وتحت البلاط وفوقه 
بين قطرات الماء الساخن
المتساقطه دائما 
من الصنبور الخرب 
في الحوض الصيني الكبير
بين سحب البخار الساخن 
المحبوس بين جدران حمامك الدافء
وسط القلب الذي ترسمه بطرف اصبعك
علي قيشاني الجدران 
علي طرف منشفتك الكبيرة
خلف باب الحمام المفتوح 
فوق اصبع شبشبك المريح 
داخل زجاجة عطرك العتيقة 
بين قمصانك المبعثرة فوق الرف 
علي المناديل القطنيه الممهورة 
بالاحرف الاولي لاسمك
وفي درج الشرابات 
والصندوق الخشبي المكدس بادويتك
التي وصفها الاطباء لاوجاعك 
فاشتريتها ولم تاخذها  
بين السجاجيد العتيقة الملفوفه تحت السرير
حفاظا عليها من العتة 
وبين حبات النفالتين
وسط ملابسك الشتوية في الدولاب الكبير 
وفوق صورة زفاف ابيك وامك
في مدخل البيت 
وعلي رف اطباق امك الزجاجية
ووسط توابلها 

أبعثرها 
وسط تبغ دخانك الذي تدمنه 
وبين وميض اشتعال قداحتك 
بين حلقات دخانك تنفثها
من بين شفتيك وانت تفكر 
وبين عقربي ساعتك البطيئه وانت مستعجل 
وفي الجيب الخلفي لبنطالك 
والجيب الداخلي لجاكتة بذلتك
وبين معاطفك الثقيله التي لاترتديها 
وبين السبح العتيقة
التي ورثتها عن ابيك 
واوراق سركي معاشه
وعقد ايجار الشقة 
بين النقود والكروت وسط محفظتك 
بين نمر التليفون في خيالك اليقظ 
وسط الارقام التي تجمعها وتطرحها في عقلك 
وسط الكتب التي تنتظر علي الرف اهتمامك بها 
وبين الجرائد القديمه التي تجمعها 
وبين شهادات التخرج
في الدرج المكدس بذكرياتك 
بين اقلامك الثمنيه التي تحبها
ولا تستعملها 
وفي البوم صورك المدرسيه وشهادات التفوق 
والصور الشاحبة
التي نسيت ملامح اصحابها 
ووسط خطابات 
حبيباتك السابقات
وبين اوراقك الرسمية
وشهادة تأدية الخدمه العسكرية 
ووسط درج مكتب ابيك الذي تحبه 
وبين طيات دفتر توفيره القديم
وكعوب دفاتر شيكاته 

أبعثرها 
بين عرائس ابنتك فوق الرف البعيد 
ووسط اثوابها الجميلة التي احتفظت بها 
وكراريسها المزركشه بنجوم النجاح  
وصورتك وانت تحتضنها
وتبتسم 
وبين مجلات ميكي
التي طالما قرأتها لها 
وصدي صوتها يرن في قلبك شوقا 
وبين صهللة ضحكات ابنك 
وهو صغير تعلمه لعب الكورة 
وصيد العصافير 
وتراقب شنبه الاخضر
يرسم علي وجهه رجوله تتمناها 
ولا تتأخر عليك
فتطمئن قلبك 

اأبعثرها 
في تلاجتك وسط مكعبات التلج 
وبين زجاجات الماء البارد
في قيظ الحر 
في فنجان القهوة النهارية
ساعة المزاج المبكرة 
في كوب الشاي الاسود
بعد الغدا في ايام الاجازة 
وعلي حافه كأس النبيذ الاحمر
في الامسيات الحانية 
وبين رشفات العصير الطازج
الذي تحبه وقت الافطار 
ووسط رغاوي كوب عصير القصب المثلج 
ساعة العطش
فوق سطح طبق الفول الطازج
وحبات الكمون 
 يوم الجمعه قبل الصلاة 
وفوق رأس السمكه المشويه التي تلتهمها 
وانت سعيد امام البحر 
ووسط طبقتي الجبنه التي تفرش بها سندوتشك 
قبلما تلقيه في الفرن وقت العشاء
وبين حبات الطماطم وحلقات الخيار واعواد الجرير
في طبق السلطه اليومي 
وتحت قطعه اللحمه المتبله
فوق الشوايه الساخنه 
وبين اقراص الضغط التي تنسي تتناولها 
وفوق الوناسه التي تتركها مضيئه خارج غرفتك
وانت نائم 

أبعثرها 
علي كل قنوات التلفزيون التي قد تمر عليها
وانت لاتكترث بما تراه 
وفوق كل موجات الاثير التي تحوم حولك 
ومؤشر الراديو ينتقل بينها
 يبحث عن النغمه التي ستسكنك 
وتنصت لها وتغيب عنها 
وبين ازرار الكتابة المعطله
في الالة الكاتبه الخضراء العتيقة 
التي تتمني تصلحها
وتكتب عليها
امام النافذه الكبيرة
في النهاريات المشمسه 
وبين لمبات الراديو الخشب الكبير
الذي كف عن بث الاغنيات 
واكتفي ببث الحنين 
وسط الكتب التي وعدتها الف مره تقرأها
ولم تصدق 
وبين اجندتك الصغيرة
التي تضم اسرارك 
وبجوار بطارية تليفونك المحمول 
وداخل دوايه الحبر الاسود
التي ورثتها من ابيك مغلقه
وبقيت 
لم يمسسها لا قلم ولا سن 
سارسل لك كل يوم
الف وردة حمراء





سأرسل لك كل يوم 
ألف وردة حمراء


يتسللوا بعبيرهم لحياتك ببطء 
يتسللوا لمشاعرك واحاسيسك ببطء
يتسللوا لتفاصيلك اليومية الصغيرة ببطء  
يبهجوا نهارياتك المزدحمه ببطء 
يبهجوا لياليك الطويلة ببطء 
يقهروا الرمادي الطاغي علي كل الالوان 
يخلعوه من روحك وعينيك وانفاسك 
يقهروا اوراق الخريف الملقاة علي ارض شرفتك 
يقهروا بقايا الكوابيس المبعثرة في خيالك
واشباحها المخيفة 
يهدهدوا روحك القلقة ويطمئنوها 
يبرءوا اوجاعك القديمة ويهونوها 
ويصالحوك علي الحياة التي تعشقها ... ببطء ببطء 

سأرسل لك كل يوم 
ألف وردة حمراء

كل يوم .. كل يوم ... كل يوم 
تسرقك من ماضيك المستبد 
تحررك من مخاوفك وخوفك  
تمهد الطريق الوعر الشائك 
لحريتك وتحققك ولي 
وقتها ...
لن ارسل لك 
ورود حمراء جديدة 
لن تحتاجها
ولا انا ..

28 أغسطس 2012

في الشرفة





طمئنني ...
قال لي ان الامطار
ابدا لن تتوقف ..

صدقته كعادتي ..
وارتديت ملابسي الجديدة
ووقفت في الشرفة 
انتظر بشوق اول الغيث ..

رن هاتفي بصباحك الطيب 
ابتسم قلبي وتوهجت روحي 
وسرعان ما سطع قوس قزح
في سماء شرفتي 
بعدما انتهت العاصفة ... 


27 أغسطس 2012

هدية





سـأنتقي ورقة مزركشة
بالقلوب الحمراء 
وشريط ستان ناعم 
واغلف هديتي لك 

ساتركها علي عتبه بابك خجلة 
هي لاتليق بمكانتك عندي 
ولاتليق بمكانتي عندك 
نصيحتي
افتحها  بحذر  
حتي لاتمطر وجعا تحت قدميك

اهديك دموع روحي  
لااملك اغلي منها اقدمه لك 
ردا لهديتك الثمينة 
التي غرست نصلها في قلبي
بمنتهي الرقة والحرص  

نصل بارد




بنصل بارد رقيق ، ككذبك ، ذبحت عصفوري 
القيت جثته في حجري وهو يبكي دماء زرقاء 
وابتسمت لانك حررته من اسر القفص 
الذي كان يخرس صوته الجميل ...
ذبحته ، فخار بصوت منهك وهو يموت 
فابتسمت ابتسامه اوسع منتشيا  
بصوته الذي عاد مرة اخري للغناء !!!! 
عجبا لسكين انتقي احبال صوتيه رقيقه 
وجزها وصفق فرحا !!!!