مدونة .. لنشر رومانسيات أميرة بهي الدين


5 نوفمبر 2012

وقتما تواري الخريف خجلا !!!ا



اتيت من بعيد .. بعيد ...
من بعيد
كنت اظنك اختفيت ولن تعود
وكنت تظنني فررت ولااكترث
وبعد كل ماعشناه
 البعثرة والوجع
الوحدة والهم
التفاصيل المرهقه
الانشغال القاتل
نسيان الروح وتوهتها
بعد كل ماعشناه وعاشنا
ظننا ان دفتر السعاده اوصد
صفحاته في وجه ارواحنا
بعد كل هذا
اتت صدفه صغيرة
لتعيد الحياة لزهوها
وتفتح امامنا سبلها المستغلقة
وتعيدك لدربي وحضني
لتعيدني لحضنك وروحك  ..

اتيت من بعيد ... من بعيد ..
من بعيد
من سنوات بعيدة كنت اظنها صارت ماضي
بدلتها انت ببساطه لحاضر نتعرف عليه
ومستقبل يبدو مطمئن
قررت تحيي الايام الرميم
قررت نعيشها
وهمست لي وصدقتك
انها كانت حية
ونحن من كنا اموات !!!

اتيت من بعيد
وكأن السنوات لم تمر عليك
وكأنها مرت ونسيتك ومنحتك اشرق نهارياتها
ومحت تجاعيد الوحشة من علي وجه الطفل
المختبيء في قلبك ينتظر الفرحة
اتيت ممتطيا مهرة بعينين كحيلتين
وعرف فضي
وصهيل عفي
واصرار علي كسر المألوف
وتحطيم الراكد
و..... استرداد وصل السنين البعيدة
التي وأدت القرب في البعد
وقتلتنا بالغربة ..

اتيت في جعبتك ريح عاتي حاني واصرار
معلنا بتحدي
انك ستطيح بمنتهي الحسم بكل الركود القديم
وكل الخرس وكل الفراق وكل الوجع
وانك سترتق بخيط الاماني جروح الزمن
وتهون الوجع وتصالح القلوب المبعثرة 
وتروي الارض المشتاقة للدفء
بامطار مارس الحنونة
اعلنت خطتك الحربية واثقا من نصرك
وابتسمت للحياة
وكأنك ستولد من جديد
وكأنك ولدت من جديد وانا ايضا ..

اجلستني امامك
منحتني قطعه شوكولاته
من التي كنت احبها
وشاركتني قهوتي المغلية
وارتشفت انفاسي تحلي قهوتك والدنيا
هكذا قلت لي وصدقتك
اخرجت من وسط كتاب قديم
صورة شاحبة تزينها ابتسامات بريئة
صورة ابيض اسود
لوجوه ضبابية بلا معالم
حدقت فيهما
وقررت تلون الصورة
وتحل ضفائر الصبية الخجلة
وتطلقها دوامات انوثه
في الافق المشتاق للارتواء
قررت تقوي قلب الجدع المرتبك
يحتضن كراسه محاضراته
القيت الاوراق  بعيدا
وشرحت له دروسا في العشق المؤجل
ووعدته لو اطاعك
وقفز فوق الحواجز
واعطي ظهره للسنين الموجعه
وابتسم من قلبه
وعدته تسكنه الجنية الانسية التي سبته
وعشقها ، وتركته وتركها ..
وحنطت ايامها في صورة شاحبه مليئه بالموت
قررت انت تعيدها وكل عمرها للحياة
من اول وجديد
من اول وسعيد
من اول واول الاول !!!

اتيت من بعيد متأنقا متألقا
معطرا بعبق الايام الفائته
تحييها في روحك مثلما تحييني
ادرت المذياع العتيق الذي اخرسته الايام
فصدحت الاغاني بصوت صدأ
سرعان ماانجلي
بكلمات الحب التي لاتفهمها هذه الايام
اجلستني بجوارك
وفتحت قواميس الوجد
الموصدة بمزاليج الرهبة والحسابات والبلادة
ازحت اتربه الزمن الموحش
من فوق الصفحات والاسطر
اسمعتني الاغاني وتمايلت علي نغماتها
وامسكت اناملي
تعلمني الرقص الذي تيسبت روحي فنسيته
وضحكت لان العشق القديم اجمل
والنغمات اصدح
والكلمات احن
والمذياع العتيق استرد شبابه
وتمرد علي مواته
ومنحك الفرحة
فمنحتها لي ببساطة
و " امانة عليك ياليل طول ، وهات العمر من الاول " ...

اخرجت من صندوق ذكرياتي
الكراسات القديمه
وذكرتني بهوامشك
التي رسمت عليها قلوب خضراء
وسطرت اسامينا
حالمين نتمني الاتي جميل
رويت القلوب الخضراء
بفيضانات مشاعرك
فاثمرت غابات موفرة
شددتني من ذراعي
ودفعتي لاعلي الشجرة الاعلي
صعدت خلفي مسرعا
وانت تراقبني تخاف اهوي
وتتمناني اهوي بعد طول جفاء
اشرت للحياه تحت قدمينا
هاهي تنتظرنا لنعيش
كدت تدفعني من اعلي لاسقط
حلقت كعصفور صغير مرتبك
التقفتني في حضنك وابتسمت
هنا مكانك وعشك ومحطك
هنا انا وهنا انتي
ضحكت الغابه
فخجل الخريف واختبيء
ومنحنا الشتاء ادف لياليه
وبقيت كل الاوراق خضراء
وكأن عشرات السنين
لم تمر عليها ولن تمر ...

فتحت خزانه الملابس البالية
مررت عليها بعينيك فتعافت
اخترت لي فستان تزينت فيه
وقت المحاضرة الاولي
وانتقيت لنفسك قميصا
طلما غازلته وانت ترتديه
ورسمت علي جيبه قلب لا يمحوه الغسيل
واهديتني وردة
دسستها خلف اذني
فتواري الشيب الذي اواريه
وسطع الليل
في منابت شعري حالك
واعدتني علي نفس المقهي
وطلبت لي نفس الشاي
وشربت سيجاره
لم تخاف ابيك يراك تنفس دخانها
وفتحت كراسه الدرس
لاجدها مثلما كانت دائما
مزركشه بابيات شعرك
قراتها علي مسامعي دون وجل الماضي
ودون تلعثم
اليوم سمعتها وفهمتها
اليوم عرفت اقرأ معانيها
كنت امية ولم اعد
فقرأت روحك وحبك
وادركت دون حسره
كم ضيعنا ايام لم نعيشها
قرأت لي اخر بيت كتبته قبل الفراق
" حين تعودي ستجديني "
ضحكت
واكدت لي انك قرأت نفس البيت لي مئات المرات
لكن قلبي لم ينصت ابدا لصوت قلبك
اعتذرت لك عن كل الايام التي مرت بلا معني
ضحكت وقبلت يدي
كنت اكذب وقتها ، لكني الان لا افعل
صدقتك الان و............. ارتشفت الشاي بسعادة ..

بيت شعر ..
واغنية قديمة ..
وصورة ممحوة الملامح
وغابه عطشت حتي رواها الفيضان
وجدائل طويله حرة
وابتسامة طيبه
وروحين تاها حتي عثرا معا
علي الطريق ..
هذه حكايتي وحكايتك
هذا السطر الاول في الحكايه
اما بقيتها ... فمازلت انا ومازلت انت
لاندرك ماتخبئه لنا الفرحه !!!!